تعتمد نسبة كبيرة من البشر على القمح في نظامهم الغذائي، حيث يعتبر مصدراً هاماً للطاقة والعناصر الغذائية. وتظهر إحصائيات البنك الدولي أن مصر تعتبر ثاني أكبر مستورد للقمح في العالم بعد إندونيسيا، وتحتل الجزائر المرتبة السادسة، ويحل المغرب ثامنا في قائمة المستوردين. وبالرغم من أهمية القمح، إلا أن التوعية بمخاطر تناوله تسهم في تقليل استهلاكه والاعتماد على إنتاج محلي أكثر أماناً بشكل اقتصادي.
تطرق عماد الدين فهمي، استشاري التغذية العلاجية، إلى تحولات القمح عبر السنوات، حيث أصبحت النبتة تنتج أضعاف ما كانت تنتجه في السابق بسبب التهجين المكثف والتعديل الوراثي. وأكد أن النبات الأصلي للقمح كان غذاءً كاملاً وآمن، لكن التعديلات الوراثية جعلته يحمل مخاطر صحية، خاصة بزيادة كمية الغلوتين الذي يصبح مادة سامة تؤدي إلى حساسية واضطرابات هضمية. وشدد على أهمية التفريق بين القمح الأصلي غير المعدل والمنتجات الناتجة عن التعديل الوراثي لتجنب المشاكل الصحية.
من جهة أخرى، تحث الحاجة للقمح المعدل وراثياً الشركات على زيادة الإنتاج دون مراعاة سلامة المنتج، الأمر الذي ينعكس سلباً على صحة المستهلكين. وتشمل مشاكل القمح المصنع الحالي تكوينه لمواد سامة مثل الألوكسان والبوتاسيوم بروميد التي تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الصحة، بالإضافة إلى احتوائه على كميات كبيرة من الغلوتين الذي يمكن أن يسبب حساسية واضطرابات هضمية للكثير من الأشخاص.